مبادرة "منارة الحرمين"
أمر الله جل في علاه نبيَّه ﷺ أن يَسأله الزيادة من العِلم، إذ قال: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ والله تبارك وتعالى رفع العالم على الجاهل؛ إذ قال : ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ﴾، وغيرها من الآيات التي وردت في القرآن الكريم. وأما في السنة فقد قال رسولنا الكريم ﷺ : (مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ).
والدولة أيدها الله حريصة كل الحرص على تذليل كل الصعاب التي يواجهها العالِم والمتعلم وبذل الوسع للحفاظ على الإرث النبوي حتى يحمله الجيل تلو الجيل ويستمر هذا الخير للناس أجمعين.
وحيث إن المملكة العربية السعودية، كغيرها من دول العالم، لم تكن بمنأى عن خطر وتداعيات الجائحة العالمية لفيروس "كورونا"، عليه فإن هيئة كبار العلماء -آخذةً بتوصيات وزارة الصحة بالامتناع عن التجمعات لتفادي تفشيه، ومطبقةً لمبدأ "حفظ النفس" كمبدأ أساسي من مبادئ الشريعة الإسلامية الغراء- بادرت إلى إصدار قراراها بتعليق الصلاة وغيرها من الأنشطة الدعوية مؤقتاً في المساجد.
وهذا الظرف الذي نواجه فيه هذا الوباء العالمي (كورونا) استدعي المسارعة إلى إنشاء منصة لبث خطبة الجمعة للحرمين الشريفين والدروس العلمية والخطب والمحاضرات والكلمات الوعظية، حتى يستمر الخير بين الناس، ودعماً للمجهودات المبذوله من العلماء لنشر العلم والوصول للمتعلم؛ ولأن المملكة رائدة في التحول الرقمي، فإن هذا سيكون فيه بإذن الله توحيد للجهود المبذولة في نشر العلم وتسهيل للمتعلم للوصول للعلم المأمول، وبهذا يتحقق الهدف المنشود للعالم والمتعلم على حد سواء.
وتحقيقاً لذلك، واتساقاً مع الجهود والتدابير الوقائية الرامية لتخطي هذا الظرف الصحي الطارئ والحد من تأثيراته، وانطلاقاً من مسؤولية وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات المجتمعية نحو تحقيق حاضر مترابط عبر الحلول الرقمية المبتكرة، ونظراً لدخول الشهر الفضيل (شهر رمضان المبارك)، تقدمت الوزارة بالتعاون مع الرئاسة العامة للحرمين الشريفين بمبادرة "منارة الحرمين" [المتضمنة "المنصة الرقمية للويب" و"تطبيق الهاتف الجوال"] لغرض إثراء التجربة الروحانية التعبدية الواقعية افتراضياً والإبقاء على حبل الوصل مستمراً مع أئمة وشيوخ الحرمين الشريفين.
ونسأل المولى عز وجلّ أن يبارك هذه المبادرة وأن يجعلها مفتاحاً للخير ومنارة لسالكي الدرب إليه تبارك وتعالى.
أهداف المبادرة
• إثراء التجربة الرقمية الدينية للحرمين الشريفين وتجويدها بما يساهم في تكامل منظومة الخدمات الرقمية لهما.
• كسر حاجز المكان وتمكين وتعزيز استمرارية الارتباط الروحاني بالحرمين الشريفين للمسلمين أينما وجدوا.
• تفعيل دور أئمة الحرمين الشريفين في تقديم الدعم المستمر من خلال المشاركة في الدروس اليومية والخطب، بما فيها خطبة الجمعة المنتظرة من المسلمين كافة في جميع أرجاء المعمورة.
• تيسير تقديم الإرشاد والوعظ الديني وتمكيـن الجمهور من الوصول إلى خدمات الحرمين الشـريفين ذات الصلة عبر منصات رقمية سلسة الاستخدام وفائقة الجودة يتم فيها بث الخطب والدروس مباشرةً.
• إتاحة إمكانية التواصل المباشر مع أهل العلم والاختصاص الشرعي.